في البداية لابد أن أعترف بأنني حتي الآن لا أعرف سببا واحدا لعدم نقل " قعدة التهريج " التي يزعمون – كذبا وأفتراءا - أنها ستوديو تحليل إلي قناة النيل كوميدي ؟؟!! فلا أظن أن هناك مسخرة أكبر من هذا الفكر الساذج والتحليل الهابط الذي يقدمه عباقرة التحليل ولا تخرج منه بشئ اللهم إلا توضيح السبب الرئيسي في عجز منتخباتنا عن تحقيق بطولات أفريقية – واحدة فقط - في فترة تزيد عن الخمسة وثلاثين عاما ( الفترة من عام 60 وحتي عام 97 !! والبطولة هي بطولة 86 التي أقيمت في مصر!!!) فقد كان السادة المحللون هم نجوم الملاعب علي امتداد تلك الفترة وعلي التوالي الشاذلي ثم أبو جريشة ثم جعفر ثم الكابتن طاهر ( طبعا عصام عبد المنعم لم ينضم للمنتخب قط ).
ولكن – والحق يقال – هناك تغيير لكسر الملل !! فبعد أن كانت القعدة في الموسم الماضي " قعدة البكاشين " الذين هم السادة النقاد !! أصبحت هذا الموسم " قعدة الكلامنجية " الذين هم نجوم أجيال الفشل الكروي .
وعن مباراة الزمالك والاتحاد السكندري " يتفذلك " الكلامنجية ويؤكدون أن مستوي الفريق لم يتغير رغم تغيير دي كاستال بهنري ميشيل ورغم دعم الفريق بعدد كبير من اللاعبين !! " يعني الزمالك لم يفعل شئ " هكذا يقولون!!
يا عباقرة كلامكم يدل علي أن هناك فرقا وليس العكس – فعندما يكون مستوي الفريق تحت قيادة دي كاستال الذي قضي مع الفريق تسعة أشهر واختار اللاعبين بنفسه وقام بفترة الاعداد بنفسه هو نفسه مستوي الفريق تحت قيادة ميشيل الذي لم يقض مع الفريق سوي أسبوع فهناك فرق !! خاصة وأن ميشيل دفع بعدد من اللاعبين الذين لم يلعبوا منذ فترة كما واجه نقصا بسبب الاصابات مما يؤكد أن الأفضل قادم !!
وحتي نصل للأفضل !! لكرة الزمالك الجميلة الممتعة التي يسأل عنها الاستاذ محمد الراصد دعونا نناقش الأمر بنظرة فنية " متواضعة " كأننا نحل تمرين هندسة لنحدد ماذا ينقص الزمالك ؟؟
المعطيات : لدينا فريق يضم مجموعة متميزة من اللاعبين ويتم تدعيمه كل موسم بلاعبين متميزين وبجهاز فني جديد ولا تغيير في المستوي أو ربما للأسوأ .
المطلوب : معرفة ماذا ينقص الفريق ليعود زمالك الفن والهندسة ؟
المناقشة : من المؤكد أننا أمام حالة تبدو محيرة فاللاعبون يتعرضون للاحلال والتبديل والأجهزة الفنية كذلك لكن المستوي المتواضع مازال مستمرا فأين الخلل ؟؟ علينا أن نفكر في الشئ الذي لم يتغير والذي يجعل المستوي لا يتغير ؟؟
طبعا الشئ الذي لم يتغير طوال السنزات الخمس الأخيرة هو طريقة اللعب !! وبكل أسف لم يحاول المدراء الفنيون الذي تتابعوا علي تدريب الزمالك عمل تعديل في طريقة اللعب لتناسب مستوي وامكانيات اللاعبين ليقدموا ما عندهم !!!! ويكفي أن تنظر لمستوي فتح الله وهاني سعيد وعمرو زكي مع المنتخب ومستواهم مع الزمالك لتري بعينيك فارق المستوي !!!
لقد اكتفي رود كرول برفع معدل اللياقة فقط دون أي تعديل في أسلوب اللعب ففشل !! وحاول هولمان تعديل مراكز بعض اللاعبين دون أي تعديل في أسلوب اللعب فتحسن الوضع قليلا ثم فشل !! وطالب دي كاستال باضافة عدد من اللاعبين لدعم الفريق فتم له ما أراد ولكنه فشل !! لأنه أيضا لم يجرب أبدا أي تعديل في أسلوب اللعب .
لقد علمتني السنون والأيام مع الزمالك أن ثبات طريقة اللعب والتشكيل تدفع اللاعبين للأمام ثم للغرور ثم للعتولة ثم للسقوط !!
وأقرب مثل أيام أوتوفستر – فعندما كان يغير ويبدل ويفاجئ منافسيه فاز بالدوري وببطولة افريقيا وعندما ثبت التشكيل وحجز الأماكن للاعبين سقط الفريق وخسر الدوري !!
أما كابرال فكان محيرا لنا قبل المنافسين – مرة يركز علي اللعب من الأجناب ومرة يركز علي اللعب من القلب!! ومرة يأمر الأجنحة بالتقدم ومرة يأمرهم بالثبات ويأمر وائل القباني وصديق بالتقدم ويأمر تامر عبد الحميد بالتأخر لتغطيتهما !! ففاز بأربعة بطولات !!
أما فينجادا فلعب بطريقة 4-4-2 وكان الزمالك أول نادي مصري يطبقها بإجادة تامة وكان صاحب فكر جديد وغريب وقتها – كل مباراة لها ظروفها وفريقها وتغييراتها فكان يفاجئنا مثلا بعدم الدفع بحازم أمام وحسام حسن وتامر عبد الحميد ويضعهم في الاحتياطي بينما يدفع بعبد الحليم علي وحمزة وأبو العلا – فإذا سارت المباراة علي هواه وفاز الزمالك – يبقي كله تمام أما إذا لم يحدث فيدفع بتامر ومن بعده حازم ثم حسام فيقلب النتيجة ويفوز ( وللتذكرة الزمالك لم يخسر أي مباراة في الدوري في ذلك الموسم ) !!
هذا هو الزمالك منذ أيام علي الحسني وعلي كاف حتي أيام سيد مسعد وأحمد جعفر أحدث الوجوه المنضمة إليه !! وهذا هو سر الفن والهندسة – مدير فني فنان يضع تصوراته لكل مباراة علي حدة ويختار أسلوب معين يفاجئ به منافسيه ثم يختار لكل مباراة مجموعة اللاعبين القادرين علي تنفيذ ما يريد مع ترك مساحة لابداعات اللاعبين !!
وثقوا يا سادة أن الكلام عن تثبيت التشكيل يعتبر كلاما فارغا – فهل من المعقول أن يكون التشكيل الذي نلعب به أمام الاسماعيلي بالاسماعيلية هو نفسه التشكيل الذي نلعب به أمام بترول أسيوط في القاهرة ؟؟ !!!!!!!!
وهل من المعقول أن اللاعبين الذين سيواجهون فريقا كبيرا سيؤدي مباراة مفتوحة هم أنفسم الذين سيواجهون فريقا مدافعا من أول دقيقة معتمدا علي الهجمات المرتدة ؟؟!!!!
هناك شئ اسمه الهيكل الأساسي للفريق وهناك شئ اسمه التشكيل الخاص بكل مباراة !!
النتيجة : اعتقد أن هنري ميشيل لديه القدرة علي عمل تعديل في اسلوب اللعب ولديه القدرة علي انتقاء اللاعبين المناسبين لكل مبارة حسب رؤيته ثم حسب ظروف المباراة خاصة وأن لدية وفرة عظيمة من اللاعبين المتميزين في كل مركز!!
آخر الكلام
يا حضرات الكلامنجية ويا حضرات البكاشين إذا كانت رؤيتكم تؤكد أن تغيير دي كاستال بميشيل لم يحدث فارقا فمن المؤكد أن تغيير جوزيه بالبدري أيضا لم يحدث فارقا فلماذا صبرتم علي تسلط جوزيه طوال الفترة السابقة واهاناته المستمرة للجميع – لاعبين وإدارة وصحفيين - ولماذا كان الأهلي يدفع كل هذا الراتب شهريا ؟؟ ولماذا الفرحة والتهليل عندما أعلن الخطيب عن احتمال عودة جوزيه ؟؟؟؟ نقول أيه بكاشين بقي !!!